
النصوص أنماط متمايزة وقد حصر بعض النقاد هذه الأنماط في خمسة هي :
-النص السردي
-النص الوصفي
-النص الحجاجي
– النص التفسيري
– النص الحواري
يتميز النص السردي بالتغاير إذ يتضمن إضافة إلى السرد الوصف والحوار في غالب الاحيان .
1 مكونات النص السردي :
يتكون النص السردي من :
الحكاية أو المتخيل يمل محتوى الحكي ( المضمون القصصي ) .
الخطاب السردي أي كلام الراوي الذي به يقدم ذلك المضمون وهو كلام يتجه به إلى مروي له / متلق .
2/ المتخيل :
هو العالم الحكائيّ الذي يبدعه القاصنّ ولا وجود له خارج الكلمة خارج اللغة أي يجب ألا نخلط بين الواقع التاريخي الموجود خارج النص القصصي وبين الواقع القصصي المتخيل قد يكون المرجع في الحكاية هو الواقع المعيش إلا أن القاص في نصه وإن انطلق منه فإنه ينشئ واقعا جديدا هو الواقع التخييليّ الذي يتكون من وقائع تنجزها الشخصيات في إطار مكاني و زماني معين .
إذن عناصر المتخيل أربعة :
-الأعمال أو الأفعال
-الشخصيات أو الفواعل
-المكان
-الزمان
الأفعال
يقوم المتخيل السردي في المقام الأول على الأفعال التي ينبغي أن تكون خاضعة لجملة من المبادئ:
أن تتعاقب الأفعال تعاقبا زمنيا
العلية : ما يحدث لاحقا يكون نتيجة لفعل سابق فتتولد الأفعال بعضها من بعض
مبدأ التحول : هو أهم المبادئ فالحكاية تقوم عل التحوّل من وضع البداية إلى وضع النهاية و بينهما مسار يسمى مسار التحول ؛ إن ما يمثل سردية النص هو هذه التحولات التي تتجه نحو غاية و هذا ما لا يتوفر مثلا في النص الوصفي . في هذا السياق نشير إلى أن التحوّل يمكن أن يكون سلبيا إذا اتجه بالأحداث نحو التدهور أو عدم تحقق الفعل و يمكن
أن يكون إيجابيا إذا انتهى إلى نتيجة إيجابية.
المقطع السردي :
هو تتابع لمجموعة من الوحدات القصصية التي تتشكل في بنية خماسية :
1- الاستقرار أو التوازن : تعيش الشخصية في هذه المرحلة حالة توازن و انسجام مع الذات و المحيط
2- الاضطراب : ظهور حدث أو فعل يدخل الخلل على ذلك التوازن
3- اختلال التوازن
- التضمين : هو أن يتم قطع حبل المقطع الأول لإدراج حكاية جديدة ( حكاية ألف ليلة
وليلة) - التناوب أو التداول : تتوفر هذه الطريقة في الرواية القائمة على تعتد وجهات النظر ؛ كل
فصل ترويه شخصية .
2- الشخصيّات
الشخصية القصصية يمكن أن تكون شخصية إنسانية في القصص الواقعية أو حيوانية
( كليلة ودمنة ) أو أسطورية ( العفريت والغول في حكايات ألف ليلة ) وقد تكون
الشخصيّات القصصية عناصر طبيعية أو أشياء ‘ والجامع بين مختلف هذه الشخصيات هو
علاقتها بالفعل .
سنركّز على الشخصية باعتبار ها فاعلا وبما يقوم بينها من علاقات .
جمع ” بروب” وظائف الشخصيّات في دوائر وسماها دوائر الفعل وعددها سبعة :
1 / دائرة فعل المسيء أو المعتدي : منها وظيفة الإساءة / المطاردة / المعركة بينه وبين البطل
2/ دائرة فعل المانح : ( مثل نقل الأداة السحرية ووضعها تحت تصرّف البطل )
3/ دائرة فعل المساعد النجدة عند المطاردة
4 / دائرة فعل الأميرة ( الشخصية المبحوث عنها )
5/ دائرة فعل المفؤقض هو الذي يفوّض للبطل مهمة القيام بالفعل
6 دائرة فعل البطل : الانطلاق بهدف البحث / ر الفعل
7/ دائرة فعل البطل المزيف : الادعاءات الكاذبة
كيف تتوزّع هذه الدوائر على الشخصيات ؟
إما التطابق بين دائرة الفعل والشخصية أي دائرة فعل واحدة تقوم بها شخصية واحدة .
الشخصية الواحدة تنتظم في أكثر من دائرة فعل ( نفس الشخصية قد تكون بطلا في مقطع ومساعدا في مقطع آخر )
4/ الاضطراب المعاكس
5/ التوازن الجديد
يعيد القارئ ترتيب الأحداث في المتخيل لتحليل مكوناته تحليلا جيدا .
*العلاقة بين المقاطع السردية :
هناك ثلاث طرق للربط بين المقاطع :
علاقة التتابع والتعاقب
صفحة العربية في التاسعة أساسي
الدائرة الواحدة ة تضطلع بها شخصيات متعددة كأن تشتمل دائرة فعل المعتدي على عدة شخصيات تقوم بوظيفة الإساءة .
الشخصيّة التي تكون فاعلا يمكن أن تكون شخصية إنسانية ويمكن أن تكون قيمة أو مبدأ كالوطنيّة مثلا وقد يكون إحساسا كالحب أو الكراهية وقد قام ” قريماس ” بضبط ثلاثة أزواج من العوامل :
العلاقة بين الذات والموضوع : علاقة رغبة فالذات تسعى عن طريق الفعل إلى تحقيق
الاتصال بموضوعها لكن السرد يمكن أن يتطؤر في اتجاهات مختلفة تذ تنتهي إلى اتصال
الفواعل بموضوعاتها أو انفصالها عنها .
العلاقة بين المرسل والمرسل إليه : علاقة تواصل فالمرسل يرعب الفاعل في الفعل
والمرسل إليه يستفيد من ناتج تحقيق الفعل .
علاقة المساعد والمعارض :علاقة صراع فوظيفة المساعد تتمثّل في تقديم العون إلى الذات الفاعلة بغية تحقيق مشروعها بينما يقوم المعارض حائلا دون تحقيق ذلك .
٭العلاقات بين الشخصيات
هي ثلاث علاقات رئيسيّة : الرغبة ( الحب ) والتواصل ( الإسرار ) والمشاركة ( المساعدة )
تتفرع إلى علاقات أخرى بفضل قاعدة التضاد ( الحب/ الكراهية ؛ الإسرار / إفشاء السر المساعدة / العرقلة ) وقاعدة السلب وبمقتضاها يتغ الانتقال من صيغة المتعدّي إلى صيغة المبني للمجهول ( المحب يصبح محبوبا / الكاره يصبح مكروها / المساعد يصبح مساعدا)
المكان في المتخيل
هو مكان الوقائع و تتم فيه حركة الشخصية و كثيرا ما يتضمن القص إشارات إلى المكان سواء كان طبيعيا ( البحر, الجبل ) أو اجتماعيا ( المدينة , القرية , المقهى ) و هنا ينبغي أن نميز بين صنفين من الأمكنة :
المكان المرجعي : المقصود به ذكر أمكنة حقيقية تحيل على الواقع لكنه ليس مطابقا للمكان التاريخي بما أنه لا وجود لتطابق بين ماهو تخييليّ و ماهو واقعي و يكون الفرض منه تجذير العالم الحكاني في الواقع بمعنى تثبيت الوهم الواقعي لدى المتلقيّ.
المكان المجازي : و هو على خلاف المكان المرجعي يدرك فقط بالوهم و يساهم القارئ في بنائه .
علاقة الشخصية بالمكان :
هذه العلاقة تت خذ على الأقل بعدين : اجتماعي و نفسي
البعد الاجتماعي : المكان في علاقته بالشخصية يوزع إلى مكان للسكن ؛ للعمل للراحة … فكل نوع من الأمكنة يرتبط بوظيفة محددة اجتماعيا .
البعد النفسي : يصبح المكان جزءا من ذات الشخصية أو مرتبطا بها فتسقط عليه حالتها النفسيّة ( إن كانت الشخصية في حالة خوف يبدو لها المكان موحشا و مثيرا للرعب و نفس المكان قد تتغير نظرة الشخصية له بتغير نفسيتها ) مثلما يساهم المكان في توجيه سلوك الشخصية ودفعها إلى القيام بأعمال جديدة وقد يؤئر في مشاعرها تأثيرا يحدث تغييرا
في سلوكها وفي شخصيتها .
زمن المتخيل :
الزمان عنصر من العناصر الأساسية التي يبنى على المتخيل لأن فن القص هو أكثر الأنواع الأدبية التصاقا بالزمن المتجسّم في مبدإ جوهري وهو التحول من حال إلى حال ويكون مجال هذا التحول إما حياة الشخصيّة أو المجتمع .
الزمن الموضوعي أو المرجعي :
قد نجد في النص القصصي إشارات تاريخية فتصبح الأحداث منزلة في فترة تاريخية ما و في ذلك تجذير للقص في الواقع و تعبير عما تحتويه هذه الفترة التاريخية من موضوعات اجتماعية…
الزمن الذاتي :
هذا المستوى مرتبط بالشخصية و يخص كيفية معايشتها للزمن في مختلف المواقف ؛ إن تعامل الشخصية مع الزمن ليس ثابتا بل يختلف باختلاف الوضعيات .
الخطاب :
هو المكون الثاني للنص السردي و النتاج اللغوي القائم على اختيارات فنية معينة يتوجه به الراوي نحو مروي له فمن هو الراوي ؟
الراوي :
هو منتج الخطاب هو ذلك البات الخفي الذي يوكل إليه المؤلف وظيفة الحكي و يصنّف
إلى أنواع :
- راو من الدرجة الأولى يكون خارجا عن الحكاية أو غريبا عنها أي ليس شخصية من
شخصيات الحكاية و يتم السرد بضمير الغائب . - راو من الدرجة الثانية يكون طرفا في الحكاية إما من خلال مشاركة فعلية أو مجرد شاهد
و قد يكون من شخصيات الحكاية الأصلية لكنه يتحول إلى راو يروي حكاية فرعية لمرويّ له من شخصيات الحكاية الأصلية.
تتعد وظائف الراوي و هي خمسة أنواع :
- الوظيفة السردية
- الوظيفة التنظيمية ( تنظيم الخطاب القصصي )
- الوظيفة التواصلية ( هنا يكون الراوي مهتما بالعلاقة التي تربطه بالمرويّ له فيدرج
بعض العبارات حرصا على عقد الصلة مع المتلقي للتأثير فيه و جعله طرفا في الحكاية ) - وظيفة الشهادة تتمثل في المواضع التي يعبر فيها الراوي عن مشاعره و أفكاره تجاه
الحكاية التي يرويها . - الوظيفة الإيديولوجية : يعلق الراوي على الأحداث و في تعليقه يمارس نشاطا تأويليا أو
تفسيريا يكشف عن إيديولوجيته و أفكاره .
يهتم المحلل كذلك بمدى اطلاع الراوي على الوقائع ومعرفته بالشخصيّات :
- الرؤية من الخلف ( التبئير من درجة صفر ) : الراوي مطلع على كل ما يخص
.. - الرؤية مع ( التبئير من الداخل ) : الراوي يستوي مع الشخصية في العلم.
- الرؤية من الخارج ( التبئير الخارج ) : الراوي يعلم أقل مما تعلمه الشخصيّة ويقتصر على ما يظهر منها .
زمن السرد :
يضبط الوضع الزمني للسارد بالنسبة إلى زمن الرواية التي يرويها :
- يروي أحداثا بعد وقوعها ( سرد تابع )
- أثناء وقوعها ( آنيا )
- يروي أحداثا ستقع ( سرد متقدم )
- الديمومة :
ضبط العلاقة بين زمن الحكاية وطول النص القصصي أي بين المدة التي تستغرقها الوقائع والمقاطع النصية التي تغطي تلك الأحداث . هناك نسقان يتميزان بالإسراع ونسقان يتميزان بالإبطاء :
- الإضمار ( يسقط الراوي جزءا من الحكاية )
- المجمل أو الملخّص ( يلخّص الراوي أحداثا كثيرة في بضعة أسطر )
- المشهد : تطابق بين ديمومة الحدث وطول النص ( في الحوار يقترب طول النص وزمن الأحداث )
- الوقف : مقاطع الوصف الخالص وهو يمثل الدرجة العليا في الإبطاء .
- التواتر : هو دراسة علاقات التكرار بين النص والحكاية :
٭ السرد المفرد : وهو أن تحكي مرة واحدة ما حدث مرة واحدة و هذه الطريقة في السرد هي الأكثر انتشارا.
- السرد الإعاديّ : حدث واحد يروى عة مرات
- حدث متعدّد يروى مرّة واحدة ( سرد مؤلف لأنواع الرؤى السردية )
صفحة العربية في التاسعة أساسي
نظام السرد :
يتمثل في النظر في العلاقة بين تتالي الأحداث في الحكاية و تتاليها في الخطاب .
المطابقة : أي أن الراوي يحافظ على نفس ترتيب الوقائع .
المخالفة : أي يعمد الراوي إلى تحليل النص السردي مخالفة الترتيب التي جاءت عليه تلك الأحداث في الحكاية
- أشكال المخالفة :
الاسترجاع أو الرجع يتمثل في إيراد حدث سابق للنقطة الزمنية التي يمثلها السرد ؛ إذا كان السرد في الحاضر فالاسترجاع هو العودة إلى الماضي وهذه اللاحقة إما أن تكون ذاتية أي تتصل بالشخصية وترد عادة على لسانها في شكل ذكريات أو موضوعية ترد على لسان الراوي عادة وفيها يعود إلى ماضي الشخصية أو ماضي مكان من الأمكنة بغاية تقديم
معلومات إلى المتلقي تساعده على فهم أطوار الحكاية وحاضر الشخصية .
- اللواحق الخارجية والداخلية
اللاحقة الخارجية تعود إلى ما قبل بداية القصة .
اللاحقة الداخلية تعود إلى ماض يكون لاحقا لبداية القصة لكن هذا الماضي قد تأخر تقديمه في النص . .
وظائف اللواحق عديدة :
تفسيريّة : تلفي الضوء على أسباب الحالة التي تعيشها الشخصية .
التذكير : أي تذكير المتلقي بأحداث ماضية وقع إيرادها في ما سبق من السرد .
السوابق :
هي عكس اللاحقة وفيها إشارة إلى حدث قبل وقوعه .
قد تلعب السابقة دور الإنباء وهذا الإنباء يرد بصورة صريحة وتكون وظيفته خلق التشويق لدى القارئ وقد تكون السابقة فاتحة لا يفهم معناها إلا لاحقا وقد تفهم قيمتها عند الانتهاء من قراءة القصة .
صيغ الخطاب :
تتعلق صيغ الخطاب في النص بطرق وصول الأخبار القصصية إلى القارئ فمن هذه الأخبار ما يصل عن طريق الشخصيات وهو ما يسمى بسرد الأقوال ومنها ما يقتمه الراوي عن طريق السرد .
ضمن سرد الأقوال هناك ثلاثة أنواع من الخطاب :
1 الخطاب المسرود ( المحكي ) يرد على لسان الراوي عادة فيصوغ أقوال الشخصيات صياغة سردية ويلخّص غالبا محتواها وينزع عنه كل شحنة ذاتية .
2/ الخطاب المنقول : يتجسّم في الأسلوب غير المباشر وهو أن ينقل الراوي كلام الشخصية بلغته فيتصرّف فيه بالإيجاز عادة .
3 الخطاب المعروض : هذا هو الخطاب الذي يكون أكثر قدرة على المحاكاة ويتجسّم في الحوار الفعلي الذي يستعمل الأسلوب المباشر و الحوار أنواع :
- المحادثة( أكثر من إثنين)
- الأحادي ( يكون منطوقا أو باطنيا )
ينفتح المقطع الحواري بالتحية عادة ثم يكون متن الحوار أو موضوعه ثم ينغلق بالوداع أو التحية . إن الوحدة الانتباهية القائمة على تحية اللقاء و التوديع تعلن عن الدخول في الحوار و الخروج منه .
موضوع الحوار قد يكون واحدا و قد يكون متعدّدا .
طرق إدراج الحوار في السرد : يكون بطريقتين
إدراج الحوار بواسطة أفعال واصلة تسمى معلنات القول مثل قال ؛ أجاب ..
الانتقال المباشر : يلتحم الحوار بالسرد تحليل النص السردي دون أي رابط لغوي كأن الشخصية تفتت الكلمة فينبثق الحوار فجأة ثم بعد انتهاء الحوار يستأنف السرد و يكون ذلك بدون رابط لغوي أو برابط لغوي يقيم الصلة بين السرد و الحوار السابق له .
*علاقة السرد بالحوار :
إن علاقة السرد بالحوار ليست قائمة على التعارض ذلك أن الشخصيات تحتاج إلى التواصل و التخاطب بصورة مباشرة و يتحقق هذا التواصل عبر الحوار إذن الحوار مكمل للسرد و هو فعل تؤديه الشخصية كما تؤدي أفعالا أخرى .