السنة السابعة أساسي

موضوع إنشائي من محور الحي – السابعة أساسي

موضوع محور الحي 7 اساسي

5/5 - (16 صوت)

موضوع إنشائي منجز من محور الحي , موضوع حول التعاون في محور الحي 7 اساسي.

الموضوع:

أقطن حيا عتيقا يفوح في أرجائه عبق الأصالة ، فهو حي قد تلاصقت بيوته و تألفت قلوب أهله . آه كم كنت اعشق تفاصيل الحياة فيه ، بأزقته الضيقة و بطحاله المغيرة و سوقه الأسبوعي و ضجيج سكانه خاصة أمام دكان الفطائري ” العم صالح” .

التحرير:

فهو رجل قد حاز محبة الجميع صغارا وكبارا، و ” العم صالح ” رجل خمسيني ، ربع القامة ، اشتعل رأسه شيبا -قد خط الشيب بعض شعيرات رأسه – عيناه لامعتان كحبني زيتون تتقدان نشاطا و حيوية تحت حاجبيه الكثيفين و تتوسطان وجها مستديرا مشوبا بحمرة – بسمرة – صبغته شمس بلاده يسمرة محببة و علا شفتيه شارب فاحم غزير تفتن في تمشيطه لذلك كنا نُكنيه نحن الصغار “أبا الشوارب ” . أما بطنه الممتلئ فيتكور تحت مئزره الأبيض . لكنه كان بشوشا مفتر الثغر على الدوام خفيف الظل سريع النكتة تشق قهقهاته أرجاء الحي مما جعله محبوبا عند كافة السكان فيتقاطرون على دكانه لشراء ما يسد نهمهم إلى الأكل والدعابة .

كان ” العم صالح” يباشر عمله مع انبلاج أول خيوط الضياء – عندما تتمطى غزالة الكون في الأفق البعيد – فيعد عجينته ويسخن زيته و بعد حين تنتشر روائح فطائره اللذيذة مدغدغة الأنوق فيتوافد عليه السكان شيئا فشيئا : العامل المبكر إلى عمله و الفلاح القاصد حقله ، فيلقاهم هاشًا باشًا ، ثم يأتي دور بنات المعمل و اطفال المدارس و هكذا يغض دكانه بالزبائن ليستمتعوا بفطائره و دعواته .
لكن ، ذات صباح لم يستفق السكان على روائح مخبوزات “العم صالح ” الزكية بل على رائحة دخان يكتم الأنفاس . و ماهي إلا لحظات حتى علا صياح و استغاثة ملتاعة ” يا إلاهي ..يا إلاهي ..أنقذوني فدكاني يحترق ..” إنه صوت العم صالح القطائري ، هرع الجميع حفاة عراة ، فإذا السنة اللهب تتلوى إلى كبد السماء متسللة من باب الدكان و نافذته الوحيدة و ” العم صالح “جاثم على ركبتيه فاغر الفاه جاحظ العينين والدمع ينسكب من مقلتيه مدرارًا و هو يرى مورد رزقه و شقاء السنين يتفخم و بتهاوى أمام ناظريه و لا حول و لا قوة له ، هلع السكان لهول المشهد فلا تسمع الا حوقلة و استغفارا .

لكنهم لم يبقوا مكتوفي الأيدي بل أسرعوا لتطويق الحريق، فجرّوا ” العم صالحا “و أبعدوه عن النيران و تكفلت نسوة الحي بتهدئته وإعطائه شربة ماء ، أما الرجال فمدوا خراطيم المياه من المنازل المجاورة للدكان و راحوا يصارعون اللهب المستمر إلى أن تصل سيارة الإسعاف التي اتصل بها أحدهم . و بعد دقائق مرت كالدهور حلت السيارة و أكمل رجال الإطفاء المهمة .
…. و لكن باللخسارة فقد أتت النيرن على ما في الدكان جميعا و تركته حُطاما أسوَدَ ، غادرت سيارة الإسعاف بصوتها المدوي و لكن ارتفع في الحي صوت آخر مزق الأكباد و قطر القلوب وادمع العيون إنه نحيب ” العم صالح ” ذلك البشوش الفرح ففي غفلة انقلبت حياته رأسا على عقب.

فراح يلطم شده ويقرع صدره في مشهد اليم اعتصر قلوبنا جميعا ، و أمام هول المشهد تحلق به السكان مطمئنين أنهم لن يتركوه يواجه محنته فردًا. فهم له أهل و إخوة , فهذا ” العم بشير ” شيخ الحارة يخاطبه قائلا :” كف يارجل عن البكاء و احمد الله الك نجوت و لم تكن داخل الدكان و إلا احترقت معه . لا تخش شيئا فنحن معك كتِفا بكتف حتى يعود دكانك إلى سالف عهده ” . فرفع إليه ” العم صالح ” عينيه الدامعتين عندها ربت على كتفه مردفا :” نحن أهل في السراء والضراء ” فكفَ نشيجُ الزجل و تحامل على نفسه فأوصله جارنا إلى منزله ليرتاح من هول الفاجعة .موضوع إنشائي من محور الحي

جمع ” العم بشير” رجال الحارة و شاورهم في الأمر فقر عزمهم على جمع التبرعات لإعادة بناء الدكان و شراء اللوازم و هو ما حصل بالفعل ، أما النساء فتكفلن بتنظيف الدكان و آزرن زوجة العم صالح في مصابها فحملن إليها مؤونة تكفيها إلى أن يستعيد زوجها عمله و هون الأمر عليها .

و بعد يومين جمعت الأموال و اشتريت اللوازم. قشمّر شباب الحي عن سواعدهم وشرعوا في ترميم الدكان و طلاء جدرانه و تعيد نجار التي يصنع باب و شباك جديدين ، و عمّر الحانوت بلوازم المخبوزات و “العم” صالح ” يشاهد ما يحدث غير مصدق و لسانه يلهج بالدعوات الصالحات . كان الحي كخلية تحل لا تهدأ الرجال و الشباب يعملون والنساء يجدن عليهم بما لذ وطاب لاستنهاض هممهم . موضوع إنشائي من محور الحي

أنا نحن الأطفال فكنا نشارك بما نقدر عليه من صغير الأعمال كالكنس و الترصيف و إيصال المأكولات و المشروبات . كان أهل الحي وحدة صماء و يدا واحدة . و اخيرا ، انجلت الغمّة و عاد الدكان إلى سالف عهده و عادت للعم صالح ضحكته الشهيرة و تدفقت الدماء في وجهه فكأنّ روحه عادت إليه و أمطرنا بسيل من الدعوات ، حقا إن التعاون يهزم المستحيل ، والحي أسرة واحدة تتقاسم الأتراح و الأفراح فلولا التضامن لما استطعنا تجاوز هذه المحنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock